كما في كل دورة في مهرجان لالوت لا يخفى علينا معرض "إرجي" أو كما يعرف في اللهجة الليبية "الداموس" إرجي هذا المكان الذي استخدمه الأجداد كمسكن في البداية ثم لحفظ المؤونة الغذائية بعد انتقالهم للبناء والتشييد، كما تم استغلالها لأشياء أخرى. مما يميز الداموس السكني القديم أنه متأقلم مع طبيعة الطقس فهو يوفر الدفء في الشتاء والبرودة وتلطيف الحرارة في فصل الصيف، ولاتزال تحتفظ بهذه الميزة حتى وقتنا هذا.
"تاسيرت" لطحن الحبوب
أما في مهرجان لالوت فإنه ثم اتخاذ هذا المقام إلى معرض للمقتنيات الشعبية والصور الفوتوغرافية والأدوات التقليدية والصناعات المحلية.
عند باب المدخل يتم تقديم ورقة مطبوع فيها حروف التيفيناغ كما تجد بجانب الباب قطعة جلد كتب عليها هذه الحروف العريقة، ثم يتم استقبالك بوجبة خفيفة من أطمّين _بسيسة_ بالإضافة إلى تازارت أو إفركاس _التين الجاف_ مع كوب من اللبن، يجعلك تعود إلى زمن ولا أروع.
نكمل بعد ذلك جولتنا، فتقابلنا الأدوات القديمة التي كانت تستعمل في الحياة اليومية وهي أكثر من أن نحصرها بين هذه السطور. نذكركم بأن أرجان أو إرجي هذا يحتوي على عدة غرف حيث في الأصل أن هذه الغرف تملكها عائلات معينة. في هذا المعرض ثم استغلال هذه الغرف وكل غرفة احتوت على مجموعة من المقتنيات التي تؤدي نفس الغرض أو نفس الوظيفة، كما تجد على هذه الغرف مشرف يجيب على استفسارات الضيوف.
أدوات الصيد التقليدية
"أوّال- المطبخ" نموذج تقليدي
مكان لحفظ أدوات الزينة للعروس "تاسلت"
بقايا أسنان الديناصور
ونحاول من خلال هذا التقرير أن نتجول بكم بين هذه الغرف، حيث منها غرفة شملت على الأدوات الزراعية والفلاحية من مجاميعها، وغرفة تعرضت لأدوات الصيد القديمة وأخرى شملت على أدوات المطبخ وكان على شكل نموذج للمطبخ التقليدي، وغرفة تمثلت في نموذج لغرفة العروس نموذج كامل، وغرفة أخرى شملت على عرض لبقايا عظام الديناصور الذي تحدثنا عنه سابقا في مدوّنة تامزغا للتراث والثقافة، وغرفة شملت على الصور الفوتوغرافية ذات اللقطات الفنية والمناظر الجميلة والطبيعة الخلابة.
"أزطّا- المسدة" نموذج تقليدي
الأعشاب التي تستعمل كدواء لكثير من الأمراض
أصناف الأكلات النفوسية الليبية
من النماذج التي احتوتها هذه الغرف نموذج صناعة اللباس التقليدي أزطّا _المسدة_ لصنع العباءات والأغطية وغيرها، وغرفة للنباتات والأعشاب التي تعيش على قمة جبل نفوسة سواء التي يتم تناولها بالطهي أو بدونه، أو التي تستعمل للعلاج من الأسقام وحتى السموم، وعلى ذكرنا للطعام ثم في إحدى الغرف عرض خاص بالأكلات الشعبية من جميع الأصناف وما لذّ وطاب.
كما لم يخلو هذا الداموس من عروض لمقتنيات بعض الجمعيات لمناطق أخرى من بلدنا الحبيب ليبيا، جمعية تاورغاء لحفظ التراث، وجمعية تينيري لحفظ التراث التارقي، حيث قامت بعرض مقتنيات الأستاذة خديجة واو، التي سعدنا جدا بالتعرف عليها، كما سيكون لنا لقاء خاص بها لتعريف الموروث التارقي، الذي سنعد لها عددا خاصا في مدوّنة تامزغا.
هذا وفي الختام نشكر كل من ساهم في هذا المهرجان ولو بكلمة طيبة، وإلى لقاء آخر في مهرجانات أخرى في ربوع ليبيا الحبيبة.